في زمن المحن: الجزائر تُظهر معاني التضحية والكرامة في دعم لبنان
في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها لبنان جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، جاءت الزيارة الطبية الجزائرية بمثابة رسالة قوية من الشعب الجزائري إلى لبنان، تعبيرًا عن تضامنه الإنساني في مواجهة آلة الحرب. الوفد الطبي الجزائري الذي وصل إلى لبنان مؤخرًا، نظم مؤتمرًا صحفيًا في مقر نقابة الصحافة اللبنانية في منطقة الروشة، بهدف إبراز أهداف زيارته التي أتت تحت شعار “الاسناد الصحي للبنان”، وهو جزء من جبهة الدعم الصحي التي تبنتها الجزائر لمساندة الشعب اللبناني في محنته.
المؤتمر شهد حضور عدد من الشخصيات البارزة على الساحة اللبنانية والفلسطينية، حيث تواجد معن بشور، المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية والحملة الأهلية لنصرة فلسطين، وكذلك اللواء فتحي أبو العردات، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، بالإضافة إلى شخصيات من الجمعية الصحية اللبنانية والهيئات الإغاثية المختلفة.
خلال المؤتمر، تحدث نائب نقيب الصحافة اللبنانية، جورج سولاج، مؤكدًا أن هذا الوفد الجزائري يعكس “إنسانية الجزائر وتاريخها المشرف”، واصفًا إياه بالمثال الحي للكرامة والشجاعة. وقال سولاج: “عندما تخلى العالم عن إنسانيته وترك أهل لبنان يواجهون آلة القتل الوحشية الإسرائيلية، أتى الجزائريون يحملون أرواحهم على أكفهم ليعبروا عن تضامنهم ويؤكدوا وقوفهم إلى جانب أهلهم في لبنان”. وتابع، مشيرًا إلى التاريخ النضالي للجزائر: “هذا ليس جديدًا على الجزائر، بلد المليون ونصف المليون شهيد، البلد الذي سطر في التاريخ معنى الشهادة والكرامة الإنسانية”.
وفي حديثه عن الوضع الراهن في لبنان، أكد سولاج أن الحضور الجزائري في لبنان هو أكثر من مجرد دعم طبي، بل هو رسالة عالمية لرفع معنويات اللبنانيين في مواجهة العدوان المستمر. وقال: “العدو الإسرائيلي لم ينجح ولن ينجح في اجتياح لبنان، ولكن سعيه لتدمير البنى التحتية وتشريد المواطنين لن ينجح في كسر إرادة الشعب اللبناني، الذي سيظل صامدًا”.
وأضاف سولاج أن الدعم الذي تقدمه الجزائر ليس فقط في شكل مساعدات طبية، بل هو إشارة إلى أن الشعب اللبناني ليس وحيدًا في معركته ضد العدوان الإسرائيلي. ووجه شكره للوفد الجزائري، قائلاً: “حضوركم اليوم لا يقدر بثمن، أنتم تثبتون أن لبنان لن ينهزم ولن يركع، وأنه سيعود أقوى وأجمل بفضل أبناءه وأبطال مثلكم، الذين وضعتم أرواحكم على أكفكم في أصعب الظروف وقدمتم يد العون لإخوانكم في لبنان”.
هذه الزيارة تؤكد عمق العلاقات الإنسانية بين الشعبين الجزائري واللبناني، وتبرز الدور الجزائري في تعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات التي يمر بها لبنان. إن هذه المواقف التضامنية تفتح الباب أمام مزيد من التعاون بين الشعوب العربية في مواجهة العدوان والأزمات الإنسانية التي تعصف بالمنطقة.