روسيا تسعى لإنشاء منطقة تجارية حرة مع الجزائر في إطار تعزيز الشراكة الاقتصادية الإفريقية
أعلن أنطون كوبياكوف، مستشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن خطوات جديدة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين روسيا والدول الإفريقية، حيث تعمل روسيا على إنشاء مناطق تجارية حرة مع أربع دول عربية إفريقية، على رأسها الجزائر. جاء هذا الإعلان خلال المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة بين روسيا وإفريقيا، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين. هذا التحرك يعكس رغبة روسيا في تعزيز وجودها الاقتصادي في القارة الإفريقية، التي تمثل سوقًا واعدًا وفرصة كبيرة للتوسع التجاري في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.
وأشار كوبياكوف إلى أن المباحثات جارية حاليًا مع الجزائر ومصر والمغرب وتونس بهدف إبرام اتفاقيات تجارة حرة. هذه الاتفاقيات تسعى إلى توحيد التشريعات التجارية والاستثمارية مع الدول الإفريقية، مما يسهل التبادل التجاري ويزيد من تدفق الاستثمارات بين الأطراف المعنية. في السياق ذاته، أفادت وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني الجزائرية في يوليو الماضي أن التبادلات التجارية بين الجزائر وروسيا قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، إذ بلغت نسبتها 2%، ما يعكس تحسنًا في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وفي إطار سعيها لتعزيز التعاون مع إفريقيا، أوضح كوبياكوف أن روسيا تعتبر الأمن، بما في ذلك الأمن الغذائي وضمان السيادة، من أولويات علاقاتها مع القارة. كما أشار إلى أن روسيا قد أبرمت اتفاقيات تعاون عسكري تقني مع 33 دولة إفريقية، مما يبرز الأهمية الاستراتيجية لهذه العلاقات. إلى جانب ذلك، تسعى روسيا إلى تقوية العلاقات الاقتصادية من خلال إنشاء بنية تحتية مالية مستقلة لتعزيز التبادل التجاري بالعملات الوطنية، وهو ما يعكس التوجه نحو استقلالية أكبر في التعاملات المالية مع دول إفريقيا.